غالبا ماً نميل إلى تناسي جمال جذور حضارتنا عندما ننشغل بالروتين اليومي للعنف والاحتلال في فلسطين. قد يرى البعض أن “مجنون” عمل ثوري حضاري، محاولة لمحاربة كل ما هو سلبي في حياتنا. قصة مجنون تبرز إحدى أهم الصراعات في حضارتنا، تلك التي يعاني منها الفرد والمجتمع المحيط به. بالنسبة لنا، قيس هو صبي يؤمن بأفكاره الخاصة ويدافع عنها بالرغم من الضغوطات الخارجية. يسمونه “مجنون” فقط لأنه مختلف.
القصيدة
إن عمر أسطورة قصيدة قيس ابن الملوح (والذي لقب بالمجنون) وحبه لليلى العامرية يصل إلى آلاف السنين. كلاهما بدوي الأصل. أحب قيس ليلى وتكلم بحرية عن هذا الحب، وهذا الأمر ممنوع عند قبيلتها البدوية، مما جعل الناس تنظر إلى ليلى نظرة سلبية، وجعل والدها يرفض زواجهما. فنظم قيس قصيدة جميلة عن محبوبته وتداولها في كل مكان، فاشتد الأمر سوءاً إلى درجة قيام الحرب. قصيدة عن حب نقي تحولت إلى جنون. تعتبر قصة مجنون ليلى من أهم قصص الحب في العالم العربي والفارسي، وتناقلتها الأجيال في مجالس رواية القصة وإلقاء الأشعار.
تأليف – يان ويلمس وجاكي لوبيك
(بناء على “مجنون ليلى” لمحمود عاصي)
إخراج – يان ويلمس
الممثلون
محمد الطيطي – قيس
ايهاب زاهدة – زياد
رائد الشيوخي – ورد والمرأة المتسولة.
مروان ترتوري – منازل، أبو قيس وأبو ليلى
عامر خليل – معروف
الجوقة – كافة الممثلين
الطاقم
مساعدة المخرج – جانان شبانة
التصميم – جاكي لوبيك
التقني – همام عمرو
اختيار الموسيقى – ايهاب زاهدة
مدرب اللغة والايقاع – حسن بن غربية
إدارة مكتب القدس – بولين نونو
قصتنا
قيس وأصدقاؤه الأربعة: معروف، زياد، ورد ومنازل، هم المجموعة النشطة؛ معروف يهتم بالعلوم، وزياد يحاول دائماً كسب المال، وقيس هو الشاعر، تبدو الكلمات وكأنها تسقط من فمه إلى منظومة شعرية. خمستهم يجتمعون مراراً في مسابقات شعرية، وفي مرة من هذه المرات رأى قيس ليلى لأول مرة. ( في مسرحيتنا ليس هناك وجود لشخصية ليلى، غالباً ما يتم ذكرها ولكن لا يمكن رؤيتها). فينظم قيس قصيدة يعلن بها عن حبه لليلى، مما يغضب أهلها فيزوجونها برجل آخر. يهرب قيس تلبية لطلب متسولة عجوز. وبالرغم من أن أصدقاءه ينقذونه إلا أنه يهرب مجدداً. يهرب إلى الصحراء ليعيش في أحضان الطبيعة ويتمكن من نظم الشعر حول حبه لليلى بحرية. أصبحت ليلى صورة لكل ما هو جميل على وجه الأرض، وأصبح حب قيس صورة لكل النبل في الدنيا. فقط عندها يشعر الناس بالفضول اتجاه قيس، يزورونه ويتعلمون شعره، ويجدون الإلهام في رسالة الحب التي يعيش لأجلها وإيمانه بنفسه.
نوع المسرحية
نقوم في المسرحية باستخدام اكثر من 20 مقطوعة شعرية، والنص مزيجٌ من العامية والعربية الفصيحة. باستخدام هاتين اللغتين نوجد توازناً جيداً بين مزج الحياة اليومية المعاصرة وبين القصة القديمة التي يتم روايتها بلغة شعرية فصيحة. نأمل أن تستمتعوا – من خلال هذه المسرحية – بجمال الشعر العربي.