نصف سكان غزة هم دون سن الخامسة عشرة.
بمجرد أن يغادر الأطفال المنزل في يومهم الدراسي الاول في حياتهم يبدأ التغيير في تشكيل حياتهم في البيئة التعليمية الجديدة. الحياة في المدرسية هي الحياة نفسها. من رياض الأطفال إلى يوم التخرج، والطلاب مشغولون في التعلم، تتشكل شخصياتهم و آرائهم، وتتكون مواهبهم، ويبدأ التفكير في المهن المستقبلية.
في العالم كله عادة ما يكون للطفل الساكن في الاحياء الفقيرة والطفل الساكن في القصور والفلل فرص مختلفة بشكل كبير لكن كلاهما قادر على الحركة بين المدن و الشوارع بحثا عن حياة أفضل… لكن غزة وضعها مختلف!
هذه الصفحة مخصصة لأطفال وشباب المدارس ممن يجدون ان العالم قد اغلق من حولهم… نحن نتحدث عن الأطفال الذين حُبِـسوا في غزة المحاصرة عن العالم، عن أبناء وطنهم في فلسطين وعن العالم الخارجي والدول المجاورة. من بين هؤلاء الاطفال اشخاص كأمثال أينشتاين، وابن سينا، ماري كوري، غاندي، شكسبير، لكنهم محبوسين وليس لدينا القدرة على العثور عليه أو عليها.
يعيش هؤلاء الأطفال أنفسهم صراعا يوميا وشخصيا في مدارس فقيرة ومهمشة ومزدحمة جدا، تستخدم مناهج قديمة الطراز ويدرسهم مدرسون يائسون غير اكفاء و غير متدربين.
بعد المدرسة يبدأ العالم الرقمي الذي يأخذ هؤلاء الأطفال لاماكن يسمح لهم فيها بالتواصل مع العالم الخارجي الذي منعوا من الخروج له. الا انه يوما بعد يوم يزداد الإحباط عندهم تحت ظل حدود مغلقة فعليا لكنها مفتوحة افتراضيا. في أيام المسرح لدينا طرق لنفتح العالم لهؤلاء الأطفال باستخدام قوة وعجائب التعبير الفني والحرية.
تتطلب الدراما من الأطفال أن يعيشوا في فضاء بديل، فضاء يكون فيه الفرد موجودا في عالم إنجازات من حوله. التعبير الفردي جنبا إلى جنب مع ديناميكية المجموعة هو نقطة الانطلاق في الدراما. اما التنمية الشخصية، والقدرة على التعلم، والتعبير الثقافي، والمسؤولية الاجتماعية فما هي الا امثلة على متطلبات العمل في عالم التعبير الفني.
الفن والجمال يجلبان شعورا من التكاتف الوطني، والإنجازات تجلب الفخر. لكن حياة اطفال غزة ينخرها الحصار وهذا ليس ذنبهم.
تكرس ايام المسرح اعمالها لتحسين حياة الاطفال والشباب مع الفن والجمال، مع الإنجازات والفخر. نحن نؤمن ان الفلسطيني من حقه البقاء في فلسطين باختياره و ليس بابقائه سجينا. يعمل فنانونا على سماع أسئلة الأطفال: ما هي الخطوة التالية؟ كيف لنا ان نجعل الحياة افضل؟
العب دورك! كن شريكا في ايام المسرح.
الاتصال: tdp@theatreday.org